هويسن في مهب الخطر… بين مطرقة مانشستر سيتي وسندان ريال مدريد
في مدريد، لا أحد ينام بسهولة حين يتعلق الأمر بخط الدفاع. فالفريق الذي يتأهب لدخول معترك كأس العالم للأندية الشهر المقبل، لا يزال ينزف غيابات حرجة في قلب الدفاع، بين إصابة روديجر، وغموض حالة ألابا وميليتاو. وبينما كانت العيون تتطلّع إلى حلول طارئة، جاء التوقيع مع دين هويسن كقشة نجاة… لكنها قشة موضوعة فوق بركان.
هويسن، ابن العشرين عامًا، الذي بزغ نجمه بسرعة مذهلة مع بورنموث، بات اليوم اسمًا تلهج به غرف التخطيط في فالديبيباس. لكن المفارقة المقلقة هي أنه لم يرتدِ بعد قميص الريال، ولا يزال أمامه مباراتان خطيرتان في الدوري الإنجليزي، آخرهما ضد مانشستر سيتي… وما أدراك من هو السيتي.
خوف مدريد المبرر
50 مليون يورو، مبلغٌ كبير دُفع مقابل مدافع شاب. لكنّ الريال لم يشترِ موهبة للمستقبل فحسب، بل حلًا عاجلًا أيضًا. ومع إصابات الركائز الدفاعية، لا يحتمل الفريق خسارة أي عنصر جديد.
من هنا، تعيش الإدارة البيضاء بين قلقين: الأول هو الإصابات المتراكمة التي باتت تقلق حتى جمهور البرنابيو، والثاني هو مغامرة إبقاء هويسن مع بورنموث حتى صافرة الختام.
إرايولا يتمسك بحقّه
مدرب بورنموث، أندوني إرايولا، لم يقدّم أي طمأنة لمدريد. صرّح صراحة أنه سيستخدم هويسن حتى نهاية الموسم، وهو قرار منطقي من ناحيته، لكنه يزيد حدة القلق في العاصمة الإسبانية.
المثير أن مواجهة الليلة ستكون أمام مانشستر سيتي، أي أن هويسن سيقع في مواجهة مباشرة مع إيرلينج هالاند، أخطر مهاجم على سطح هذا الكوكب. مواجهة ستُختبر فيها صلابة الهولندي، لكنها أيضًا اختبار لقوة حظ ريال مدريد، كورة لايف.
فخ البدايات
هويسن شارك في 34 مباراة هذا الموسم، وأثبت نضجًا تكتيكيًا غير مألوف لعمره. لكن انتقاله إلى ريال مدريد يُمثل نقلة نوعية، حيث لا يُسمح بالهفوات، خصوصًا حين تكون البطولة الأولى المنتظرة هي كأس العالم للأندية.
كل إصابة في هذه المرحلة، حتى لو كانت طفيفة، قد تعني حرمانه من أول تجربة كبرى بقميص الريال، وربما تعني أيضًا اضطرار أنشيلوتي لتجربة خطط بديلة، أقل أمانًا.
عين على اليوم… وأخرى على الغد
هويسن ليس مجرد اسم جديد في غرفة ملابس ريال مدريد. هو ورقة رهان في وقت يُعاد فيه بناء الدفاع. اللاعب الذي اختبر سرعة البريميرليج، قد يُصبح مفتاح مدريد للثبات في صيف مزدحم بالبطولات.
لكن الآن، هناك رعب يتسلل بين جدران النادي الأبيض: كل تدخل، كل انزلاقة، كل التحام أمام هالاند الليلة، قد تُغير شكل مشروع كامل.
وهكذا، سيجلس جمهور الميرينجي مساءً، لا لمتابعة مباراة مانشستر سيتي وبورنموث فقط، بل لمتابعة سلامة استثمارهم الجديد… دين هويسن، الذي يقف على الحافة، قبل أن يخوض أهم اختبار في حياته مع الميرينجي.