الاتحاد لا يرحم.. حين يكون البطل جائعًا بعد التتويج
عندما تُحسم البطولة قبل جولتين من نهايتها، يظن البعض أن البطل سيكتفي بالفرحة، ويترك ما تبقى للراحة أو المجاملات. لكن اتحاد جدة كان يملك فكرة أخرى… فكرة لا تتضمن التوقف عن الدهس، حتى بعد أن تُوّج رسميًا بلقب دوري روشن السعودي في الجولة الماضية.
في ملعب الشباب، قدّم “العميد” واحدة من أكثر مبارياته واقعية وجنونًا هذا الموسم. فاز بنتيجة 3-2، ورفع رصيده إلى 80 نقطة، رقم يعكس موسمه الخارق، لكنه لا يُخبر وحده بالقصة الكاملة.
ديابي.. أسرع مما تتخيل
28 ثانية فقط، كانت كافية للفرنسي موسى ديابي ليوقّع على أسرع أهداف الجولة، وربما من أسرع الأهداف هذا الموسم. تسديدة صاروخية في أقصى الزاوية، قالت مبكرًا إن الاتحاد جاء إلى الرياض ليؤكد من جديد: “نحن الأبطال، ولسنا في عطلة”.
ديابي لم يكتف. عاد في الدقيقة 34 ليسجل الثاني، مستفيدًا من تمريرة بينية عبقرية من بيرجوين، استغل خلالها تقدم الحارس، ووضع الكرة بثقة القادة.
الشباب يقاوم.. والشنقيطي يحمي العرين
رغم التفوق الاتحادي بالنتيجة، كان الشوط الأول عنوانًا لمحاولات الشباب المتكررة، وسط تألق لافت للحارس حمد الشنقيطي، الذي وقف سدًا منيعًا أمام تسديدات بودينسي، كاراسكو، ومصعب الجوير. فرص عديدة للشباب لم تدخل الشباك، إلى أن كسر كاراسكو الصمت في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، بهدف أعاد الأمل لفريقه.
كانتي.. قلب نابض وعمود فقري
في الشوط الثاني، منح الاتحاد السيطرة للشباب عن عمد، واختار أن يُلدغ من المرتدات. هنا ظهر نجولو كانتي… ذلك النجم الذي لا يُدوّن اسمه في سجل الهدافين، لكن لا أحد يمكنه تجاهل أثره.
في الدقيقة 58، افتك كانتي الكرة من أمام منطقة جزائه، وركض كقائد في ماراثون المعركة، ليصنع الهدف الثالث لـ بيرجوين، في لقطة تلخص لماذا يُعد كانتي من أثمن جواهر الاتحاد.
محاولات متأخرة.. وعميد لا يرتخي
سجّل جوانكا الهدف الثاني للشباب بضربة رأسية دقيقة في الدقيقة 67، وكاد الجوير أن يعادل النتيجة بعدها بثوانٍ، لكن القائم والحارس كانا بالمرصاد. وبينما أراد الشباب العودة، كان الاتحاد قد عرف كيف يُغلق الأبواب دون أن يُغلق المباراة نفسها.
وفي لحظة كان يمكن أن يُنهي بها ديابي المباراة برابع الأهداف، اختار الفرنسي أن يضع الكرة في الشباك الخارجية، مذكرًا بأن الأبطال يمكنهم أن يهدروا، لكنهم لا يُهزمون، kooralive.
رسالة البطل
بهذا الانتصار، يؤكد الاتحاد أن التتويج لا يعني التراخي، وأن الحفاظ على الهوية القتالية أهم من أي لقب. حين يواصل الفريق الانتصارات بعد ضمان البطولة، فهو يُرسل رسالة: “نحن لا نلعب من أجل التتويج فقط، بل نلعب لأننا نحب الانتصار”.
هذا الاتحاد لا ينام على المجد، ولا يعرف الراحة بعد البطولة… هذا الاتحاد بطل لا يرحم.