فليك… الجنرال الألماني الذي أعاد برشلونة إلى عرشه

فليك… الجنرال الألماني الذي أعاد برشلونة إلى عرشه

فليك… الجنرال الألماني الذي أعاد برشلونة إلى عرشه

لم تكن ليلة الخسارة أمام فياريال بنتيجة 3-2 ليلة حزينة بالنسبة لبرشلونة، بل كانت مسك الختام لقصة شاقة انتهت بتتويج عظيم: لقب الليجا، الثالث هذا الموسم بعد كأس الملك والسوبر الإسباني. لكن خلف الأرقام، تقف شخصية واحدة بثبات وسط العواصف: هانز فليك، المدرب الذي قاد برشلونة بواقعية ألمانية، وقلب ألم كاتالونيا إلى ذهب.

حين حضر فليك.. حضر الإيمان

منذ لحظة وصوله إلى “كامب نو”، لم يُطلق فليك الوعود الكبرى، بل ركّز على العمل اليومي. رأى في لاعبيه ما هو أكثر من المهارات: روحًا إنسانية جماعية، قابلة للبناء.

قالها ببساطة بعد التتويج:
“ما قدمه هؤلاء اللاعبون مذهل.. إنهم يستحقون هذه الفرحة.”
لكن خلف هذه الكلمات، يقف مدرب أدرك منذ البداية أن الإصلاح لا يأتي من التكتيك فقط، بل من العلاقات، والثقة، والانضباط النفسي.

نوفمبر الأسود.. واختبار الشخصية

لم يكن طريق التتويج مفروشًا بالورود. في نوفمبر، تعثّر برشلونة في سلسلة نتائج مخيبة، تراجع خلف ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، وتكاثرت الشكوك. جماهير النادي بدأت تستعيد كوابيس السنوات الماضية.

لكن فليك لم يتزعزع. في قلب العاصفة، اختار التماسك، وراهن على التطور التدريجي.
“رغم تلك النتائج، كنا نمتلك دائما الثقة.”
عبارة تختصر فلسفة فليك: الأزمة ليست نهاية، بل امتحان للتماسك.

التحول الكبير.. من الهزيمة إلى الوضوح

الهزيمة 1-2 أمام أتلتيكو مدريد، التي بدت حينها سقوطًا إضافيًا، وصفها فليك بـ”نقطة التحول”. السبب؟
رأى فيها المدرب الألماني أول إشارات اللعب بأسلوبه، رغم الخسارة.

“طلبت من اللاعبين الهدوء؛ لأننا رغم الهزيمة، لعبنا بالطريقة التي أريد أن نلعب بها.”

من هناك، بدأ التحول. الفريق استعاد روحه، تماسكه الدفاعي، وانفجاره الهجومي بقيادة الشباب الصاعدين والمدعومين بخبرة ليفاندوفسكي وتير شتيغن.

ثلاثية محلية.. والهدف الأوروبي

بلقب الليجا، يُكمل برشلونة الثلاثية المحلية: الدوري، كأس الملك، والسوبر الإسباني، وهو إنجاز يعكس عودة الفريق إلى موقعه الطبيعي في الكرة الإسبانية.

لكن فليك، بطبيعته البراغماتية، لا يتوقف عند الألقاب. تركيزه الآن منصب على أوروبا، حيث لم يقنع أداء الفريق في دوري الأبطال هذا الموسم. وهذا التحدي هو ما يفصل “الفريق الجيد” عن “الفريق العظيم”، كورة لايف.

الهدوء الألماني.. بصمة في تاريخ كاتالونيا

ما فعله فليك هذا الموسم ليس مجرد إنجاز رقمي. لقد أدخل برشلونة في مرحلة جديدة من النضج، أعاد التوازن إلى غرفة الملابس، وفرض إيقاعه دون ضجيج.

في موسمٍ حمل الكثير من الأسئلة، قدم فليك الإجابة الأوضح:
بالعقل، والصبر، والانضباط، يمكن كتابة مجد جديد.

مقالات ذات صلة