رونالدو.. أسطورة تتعثر في النهايات الحزينة مع النصر

رونالدو.. أسطورة تتعثر في النهايات الحزينة مع النصر

رونالدو.. أسطورة تتعثر في النهايات الحزينة مع النصر

رغم أن كريستيانو رونالدو اعتاد معانقة المجد في أغلب محطات مسيرته، فإن رحلته مع النصر السعودي حملت فصولًا مختلفة، لم يعرف خلالها طعم النهايات السعيدة، بل أصبح أسيرًا للإخفاقات المتكررة، رغم كل محاولاته لصناعة تاريخ جديد في قارة جديدة.

الأسطورة البرتغالية، الذي انضم إلى “العالمي” في يناير/كانون الثاني 2023، لم يدّخر جهدًا في تقديم كل ما لديه داخل المستطيل الأخضر، لكن الحظ والظروف المحيطة لم تُسعفه لتحقيق ما كان يحلم به من ألقاب كبرى، كورة لايف.

نهاية آسيوية جديدة.. بطعم المرارة

أحدث محطات الفشل كانت بالخروج المؤلم من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، بعد الخسارة أمام كاواساكي الياباني بنتيجة 2-3، لتنتهي آمال رونالدو في حصد اللقب القاري، الذي كان يتطلع إليه لتعويض خيبات موسميه السابقين.

عقدة البطولات.. 10 إخفاقات في عامين

منذ قدومه للنصر، خسر رونالدو 10 بطولات مختلفة، ولم ينجح سوى في الفوز بلقب وحيد هو كأس الملك سلمان للأندية العربية، بعد التفوق على الهلال. أما بقية البطولات، فتراوحت نهاياتها بين خيبة الخروج المبكر وسيناريوهات مؤلمة في اللحظات الأخيرة.

رونالدو خسر مرتين فرصة التتويج بدوري أبطال آسيا، كما أهدر 3 فرص للتتويج بكأس خادم الحرمين، ومثلها في السوبر السعودي، إضافة إلى موسمين من الفشل في الدوري المحلي، حيث غاب التوفيق عن النصر في اللحظات الحاسمة.

تكرار السيناريوهات.. والأمل يذبل

في أول موسم له، خسر السوبر أمام الاتحاد، ثم ودّع كأس الملك أمام الوحدة، وانهار حلم الدوري في الأمتار الأخيرة. أما في موسم 2023-2024، فبدأ الطموح أكبر، لكنه اصطدم بالخروج من ربع نهائي دوري أبطال آسيا أمام العين، ثم خسارة جديدة في نصف نهائي السوبر أمام الهلال، والتي انتهت ببطاقة حمراء لرونالدو.

وبعد ضياع لقب الدوري مجددًا، جاءت الضربة الموجعة في نهائي كأس الملك، حيث خسر النصر بركلات الترجيح، رغم تفوقه في الأداء. ومع بداية الموسم الحالي، استمر سوء الطالع، إذ خسر النصر لقب السوبر مجددًا أمام الهلال بنتيجة 1-4، رغم تسجيل رونالدو لهدف في نصف النهائي وآخر في النهائي.

ثم ودع النصر كأس خادم الحرمين من دور الـ16 أمام التعاون، في مباراة شهدت إهدار رونالدو لركلة جزاء حاسمة.

منظومة لا تساعد

رغم أن رونالدو يُقدم مستويات مميزة، إلا أن الفريق لا يرتقي لمستوى طموحه، فلا يملك النصر شخصية البطل أو منظومة جماعية قادرة على المساندة وقت الشدائد.

صحيح أن بعض النجوم مثل بروزوفيتش وأوتافيو وماني أضافوا للفريق، لكن التفاوت في الأداء وضعف مردود بعض الأجانب الآخرين، مثل ويسلي وأنجيلو، أثر سلبًا. كما أن الأداء المحلي ظل غير مؤثر، ليبقى العبء الأكبر على كاهل رونالدو.

الفريق أيضًا افتقد للهوية الفنية الواضحة، وتغير المدربين (رودي جارسيا، ثم لويس كاسترو، والآن بيولي) لم يساعد في بناء مشروع مستقر. ورغم فاعلية بعض الصفقات مثل جون دوران، إلا أن تداخله مع أدوار رونالدو أضعف المنظومة الهجومية.

رونالدو.. بطل بلا مساندة

ورغم كل ذلك، لا يزال كريستيانو يتصدر ترتيب هدافي الدوري السعودي بـ23 هدفًا، بفارق كبير عن أقرب زملائه (ماني 8 أهداف فقط). ما يعكس اعتماده الكبير على مجهوده الفردي، دون دعم كافٍ من المنظومة.

أسطورة تصطدم بالواقع

كريستيانو رونالدو، الذي توج بـ31 لقبًا قبل قدومه إلى السعودية، لم يعتد على هذا الكم من الإخفاقات. ومع أن موسمه لم ينتهِ بعد، إلا أن المؤشرات تشير إلى موسم ثالث قد ينتهي دون تتويج حقيقي، ليبقى الأمل معلقًا على تصحيح المسار وبناء منظومة تعيد للأسطورة حقه في النهايات السعيدة.

مقالات ذات صلة